اخي في الله إن كل شيء تقع عليه عينك ، أو تدركه بحسك أو تستنبطه بعقلك ، كل شيء كان من الممكن أن يكون على غير ما كان ، يعني أنت عندما تحلي كأس الشاي تضع فيها ملعقة ونصفاً و ممكن أن تضع فيها ملعقتين ، أو ثلاث ملاعق، أو ملعقة واحدة ، .. أو نصف ملعقة ، لكنك اخترت هذا المقدار الدقيق يبدو أن هذا المقدار الدقيق من السكر يتناسب مع ذوقك ، فلابد من مرجح و مخصص يمكن أن يوضع في هذا الكأس مقادير متفاوتة من السكر ، إذا قدم لك كأس من الشاي وتذوقته فإذا كان فيه سكر بما يتناسب مع الذوق السليم لا هي كالقطر كما يقولون ، ولا هي قليلة السكر، إذاً هذا الذي وضع السكر بهذا المقدار الدقيق ، في تقدير ، مقدّر دقيق .
وقد سمى العلماء مُخَصِصاً في مخصص ، هذه الثريا كان من الممكن أن تلامس الأرض ، سهل لأن نُطيل السلسلة . وكان من الممكن أن تصل السقف ، وكان من الممكن أن تكون في الثلث الأول أو في الثلث الثاني وكان الممكن أن تكون قبيل الأرض بـ 30 سم لكن الذي وضعها بهذا المقدار اسمه المخصص يعني يتمتع بذوق سليم لا هي في السقف فيضيع ضوءها ولا هي قريبة من الأرض تسبب ارتباكاً في الحركة في المسجد فهذا الارتفاع مناسب نقول هذا الارتفاع مناسب وكان من الممكن أن تكون بغير هذا الارتفاع لكن مخصصاً حكيماً خصصها به. هذه أمثلة من واقعنا .
خلق الإنسان كان من الممكن أن تكون عينا المرء في ظهره أو في قمة رأسه أو في خلف رأسه أو في يديه أو في بطنه أو في قدميه لكن الذي خلق العين وضعها في أنسب مكان وفي أحكم مكان فوضع العين في هذا المكان يحتاج إلى مخصص ، أو حكيم .
في هذا الوجود انظر إلى خلق الإنسان ، انظر إلى عينيه وأذنيه وأنفه ، فلماذا الأذنان ؟و لم تكونا أذناً واحدة ؟و لماذا التعاريج في الصيوان ؟ ولماذا فتحة الأذن أضيق من الخنصر ؟ ولم القناة متعرجة ؟ ولم الصملاخ ؟ و الأشعار ؟ والعين في هذا المكان ؟ والحاجبان ؟ والأجفان ؟ والأهداب و الدموع ؟ والشبكية؟ و القزحية ؟ والقرنية ؟ والخلط المائي ؟ والخلط الزجاجي ؟ والجسم البللوري ؟ والعصب البصري لماذا ....؟ كان من الممكن أن نرى الأبيض أسود فقط كما هي عين بعض الحيوانات ، إنما نرى بالألوان الطبيعية فمن الذي خصص العين بهذه الحقيقة ؟ هناك آية قرآنية تؤكد هذا المعنى : " فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ("(سورة الإنفطار)
كان من الممكن أن يمشي الإنسان على أربع و أن يأكل طعاماً واحداً طوال حياته ، وأن يعيش وحده بلا زوجة ، وأن يأتيه الأولاد كما هي بعض الكائنات تتوالد توالداً فردياً ، بعض النباتات تتوالد توالداً فردياً، يقول لك : الخيار مؤنث فلا يحتاج إلى تلقيح ، والمتحول الزحاري ينقسم انقساماً ولا يحتاج إلى مزاوجة وتلقيح كان من الممكن أن يعيش الإنسان وحده .
فالممكنات لا تعد ولا تحصى وكان من الممكن أن تكون التفاحة صلبة كالصخر تريد مطحنة بحص حتى تعمل من التفاحة كأس عصير ، هذه مستحيلة ، ويمكن أن تنتهي أعمارنا ولا تنتهي عبارة كان من الممكن فمن الذي جعل ماهو عليه كما هو عليه ؟ .
يوجد مخصص : لمجرد أن ترى هذه الثريا بارتفاع مناسب تتصور الذي ركبها يتمتع بذوق وبحكمة وبمجرد أن يقدم لك كأس الشاي بحلاوة طبيعية مناسبة لذوقك تعرف أن الذي قدم لك هذا الكأس يتمتع بذوق مرهف ، فهذا الدليل في الكون .. وهذا الكون ممكن الوجود على هذا الشكل وعلى أي شكل آخر ، " فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ " كان من الممكن أن يكون النهار سرمداً إلى يوم القيامة ... وكان من الممكن أن يكون الليل سرمداً إلى يوم القيامة ، وأن يكون الصيف سرمداً إلى يوم القيامة والشتاء والربيع والخريف كذلك ، وكان من الممكن أن تكون حرارة الأرض في طوال أيام العام صفراً ، وكان من الممكن أن تكون حرارة الإنسان متبدلة كبعض الحيوانات وفق المحيط الخارجي .... ، وأن يكون للإنسان أربع معدات يجترّ طعامه كالحيوانات المجترّة .... " فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ " من الذي جعل الكون على ماهو عليه لابد من مخصص .
أحياناً هذه الطاولة لو أنها بعيدة إلى هنا غير مناسبة .. ولو أنها هنا غير مناسبة .. ولو أنها بهذا الارتفاع غير مناسبة ..و لو أنها بهذا غير مناسبة ... فالذي أعطى ارتفاعها وأبعادها وحجمها يتمتع بحكمة ... والشمس .. كان من الممكن أن تكون أبعد مما هي عليه الآن أو أقرب ... أو أكبر ... فلو أن الأرض أكبر لكانت الجاذبية أكبر ولكان وزننا أكبر .. و لو وُجِدَ أحدنا على بعض الكواكب لكان وزنه 3.5 طن على حسب الجاذبية ، وأحدنا لو انتقل إلى القمر ينخفض وزنه إلى السدس من ستين كيلو غرام بالأرض إلى عشرة كيلو على القمر إذ يخف وزنه ...
وكان من الممكن .... من الذي جعل الممكن بهذا الوضع المناسب ؟ ولابد من خالق أوجده ، لابُد من خالق حكيم أوجده على هذا الوضع . وكان من الممكن أن أرى إلى 20 متراً فقط .. خالق غير حكيم أو كان من الممكن أن أسمع الأصوات التي لايزيد بعدها عن عشرة أمتار فقط ليس هذا من الحكمة في شيئ فلذلك هذا الدليل ، فالعقل لا يمنع من أن نتخذ صوراً غير الصور التي نحن عليها وشكلاً غير الشكل الذي نحن عليه وحداً غير الحد الذي نحن عليه فنكون أكبر أو أصغر ، أو على تركيب آخر . وأحياناً هناك أمراض " عافانا الله وإياكم منها " إذ لا يرتدي الإنسان أي ثياب .. مرض بدماغه فلا يمكن أن يقبل ثوباً ، ولو وضعت عليه الدثر يمزقها خيطاً خيطاً ، وينام بلا ثياب ويموت من البرد ويأكل برازه ، و هذه حالات موجودة أن الإنسان يأكل برازه ويموت من شدة البرد : " وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67) " ( سورة يس)
كان من الممكن أن يخلق الإنسان بلا ذاكرة ، ولا مخيلة ، ولا مصورة ، ولا محاكمة ، ولا تفكير ، ولا سمع ، ولا بصر ، ولا نطق ، وممكن لكائن ألا يتكلم ." الرَّحْمَٰنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)" (سورة الرحمن)
وهذا البحث رائع جداً .. كل شيء ، هذا الكأس له حجم ممكن أن نضع على الطاولة كأساً حجمه ثلاث تنكات ؟ ليس معقول .
و ممكن أن نضع كشتبان ماء ؟ ليس معقول هذا الحجم فالذي صنع الكأس يتمتع بذوق وبحكمة جعله يتناسب مع حاجة الإنسان وهذا الحجم لا يمكن أن يكون أكبر أو أصغر فالذي جعله بهذا الحجم حكيم هل هناك عقلياً ما يمنع أن يكون الكأس كبيراً ؟ ممكن قالب كبير ، هل هناك ما يمنع أن يكون الكأس صغيراً ؟ ممكن .. لماذا كان الكأس بهذا الحجم؟ لأن الذي صنعه يتمتع بحكمة فجعله بحجم يتناسب مع حاجة الإنسان ، صار معنا هل يمكن أن ترد هذه الأوضاع الدقيقة الحكيمة في الكون بدءاً من المجرات وانتهاءاً بالمجموعة الشمسية والشمس والقمر والجبال والأرض والسهول والصحارى ، وحجم الأرض ، وحجم البحر ، إذ يوجد حكمة بالغة .
ولولا هذا الحجم الذي يزيد عن حجم الأرض بـ خمسة أمثال لما نبت النبات على سطح الأرض ، ولولا الرياح لما هطل المطر ، ولولا الشمس لما تبخر البحر ، ولولا الجبال لما سالت الأنهار ، ولولا النبات لما عاش الحيوان ، ولولا الحيوان لما عاش الإنسان ، ولولا البكتريات الكائنات الدقيقة لما كانت التربة صالحة للنبات .... فهذه البكتريات تأخذ بعض المواد وتحللها إلى أسمدة .. ولولا الديدان لما نبت النبات .. هذه كلمة "لولا"
وهذا طيار قال لي ، إنه في الطائرة مجموعة أجهزة إذا تعطل أحد هذه الأجهزة تسقط الطائرة قلت كيف ذلك ؟ قال : جهاز تسخين الأجنحة لو تعطل هذا الجهاز لتراكم الثلج على الأجنحة لأن حرارة الجو خارج الطائرة خمسون تحت الصفر والجو مشبع ببخار الماء . ويتشكل طبقة ثلج " فريزر " على الأجنحة وتغير انسياب الأجنحة . يسقط الطائرة .
و قال : وإذا تعطل جهاز ضخ الهواء في الطائرة لأن الهواء في الطائرة مضغوط ثمانية أضعاف من أجل أن يكون ضغط الجو داخل الطائرة مساوياً للضغط الجوي على سطح الأرض
ولو تعطل جهاز ضغط الهواء لوجب على الطيار أن يهبط بطائرته خلال دقائق وإلا تنفجر الشرايين في رؤوس الركاب . إذاً كم جهاز موضوع بالطائرة من أجل أن تراها تطير سالمة ؟ وقال لي : ولو أن الوقود في الأجنحة سائل سائب ، ومالت على جناحها الأيمن لوقعت فوراً ، فلابد من حواجز تمنع انسياب البنزين أو الوقود إلى أطراف الطائرة . وبالعكس في الطائرات الحديثة مضخات تضخ البنزين إلى الجهة المعاكسة إذا مالت الطائرة و هذه الطائرة تقل 300 راكب وفيها من الأجهزة والتقدير و الخبرة و التخطيط و التصميم والاحتياط ما يأخذ بالألباب .
وهذه الأرض التي تطير بالجو من دون صوت وضجيج مثلاً لو كان هناك خالق للكون ، الشمس هذه مكانها والأرض تدور حول الشمس ، لكن مدار الأرض ليس دائرياً إنه مدار إهليلجي بيضوي وفي المدار الإهليلجي بعدٌ قصير وبعدٌ طويل وحسب قانون الجاذبية لو أن الأرض وصلت إلى البعد الأدنى بحكم أن المسافة قلت فالشمس تجذبها ، فهل الأرض عاقلة ؟ .
من الذي أعلم الأرض أن هذه المنطقة حينما تقل المسافة بينها وبين الشمس ، والشمس تجذب الأرض أيضاً . إذاً : على الأرض أن تدرس قوانين الحركة ولابد من أن تزيد سرعتها زيادة ينشأ عنها قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة . إذاً : من الذي أعلمها ، ومن الذي أمرها ، أُمرت أن تزيد سرعتها ، ولو أنها زادت من سرعتها فجأة لانهدم كل ماعليها : جميع المدن ، والأبراج ، والجبال ، و الأبنية ، ولو أنها خففت من هذه السرعة فجأة بحسب مبدأ العطالة ، الذي ينص : الجسم المادي يرفض وضعه التغيير .
فإن كان ساكناً يرفض الحركة ، وإن كان متحركاً يرفض السكون ، قف في سيارة عامة وليوقفها السائق فجأة تهوي إلى الأمام لماذا ؟ لأنها وقفت لكن جسمك رفض أن يقف فتابع مسيره وإن كنت تركب سيارة وأقلعت تحس أن مقعدها الخلفي يدفعك نحو الأمام لماذا ؟ لأن جسمك يرفض الحركة فلما رفض الحركة جاءه المقعد يدفعه من الخلف ، هذا أكبر دليل ، أي شيء ، الماء : لا طعم له ولا لون ، ولا رائحة و كان من الممكن أن يكون له طعم ولون ورائحة وكان من الممكن أن يكون لزجاً كالقطر تفضّل تحلّ من الماء ، أريد أن أغسل يدي من الماء ، كان من الممكن أن لا يتبخر إلا في درجة مائة ، طوال العام الماء بالشوارع فإذا انسكب دلو من الماء في بيته فإنه يبقى دائماً والماء يتبخر بدرجة أربع عشرة ،و الماء إذا برد يزداد حجمه ، كان من الممكن أن لا يزداد حجمه ، إذاً تتجمد البحار ، وينعدم التبخر، والمطر ، ويموت النبات ، و الحيوان ، و الإنسان .
من الذي جعل الماء على ماهو عليه والهواء على ماهو عليه .لو كان الهواء 70 % أوكسجين ، فتصير الأرض كلها حرائق ، من قال يجب أن يكون الأوكسجين بنسبة 29 % من قال ذلك ؟ من المخصص ؟ ومن المرجح ؟ .... هو الحكيم .
إذاً : لايمكن أن يفسر كل شيء في الأرض قد أخذ وضعه الصحيح بلا زيادة ولا نقصان ، النبات ، كان من الممكن أن تكون حبة العنب بحجم البطيخة " تفضل كُل عنباً " ، وكان من الممكن أن يكون البطيخ بحجم العنب ، نصفها قشر تقسمها فتحصل على ميلمتر مكعب بطيخ و كان من الممكن أن يكون المشمش بحجم البطيخ و إذا انفتحت وهي هشة وماؤها كثير مستحيل أن تأكلها ، وكان من الممكن أن تكون البرتقالة بلا حزوز شيء صعب ويجب أن يضع مريلة لكي يأكل أحدنا برتقالة من الذي جعل البرتقال بهذا الوضع الدقيق . حزوز ناشفة داخله يوجد أكياس ، مبرغلة كل قطعة كيس مربوط بخيط الخيط موصول إلى مصدر النبات.
كان من الممكن أن ينضج القمح كنضج التوت بالتدريج ، عملية الحصاد تصبح انتحاراً بطيئاً تمسك السنبلة ، فتجدها لم تنضج فتتركها وتذهب إلى الثانية ، مستحيل ، القمح ينضج دفعة واحدة .
والعدس والحمص والشعير كذلك لكن لو أن المشمش نضج دفعة واحدة ماذا نستفيد منه ، ولو أن البطيخ ينضج في يوم 28/8 في كل أنحاء القطر ، فهل تستطيع أن تأكل باليوم 100 بطيخة ؟ الأسرة تأكل بالصيف بحدود 100 بطيخة تقريباً لو كان بيوم واحد معنى ذلك أنه يجب أن تأكل بذلك اليوم 100 بطيخة .
هذا طريق لمعرفة الله عزّ وجل ، كل شيء فكر به ، ولو أن الإنسان ما دام يأكل ينمو ، و الطفل يأكل ، ويطول ويطول ، لو كان ذلك مبدأً ثابتاً أي أنك كلما أكلت ازددت طولاً ، ويجب كل فترة أن ترفع السقف لأنك طلت ، ربنا عزّ وجل من أسمائه الجامع والمانع ، يعطي أمراً لهذا العظم فيقف عند هذا الحد انتهى الأمر ، والأسنان كذلك .. ، كان من الممكن أن الأمواج الصوتية تبقى على قوتها كالأمواج الكهرطيسية ، ألا تبث الإذاعة أمواجاً كهرطيسية فنتلقاها من أطراف الدنيا .
إذاً : الموجة الكهرطيسية لا تضعف ، لقد بثوا رسائل إلى المشتري ، والمركبة الفضائية بقيت تسير في الفضاء الخارجي بسرعة 40 ألف كم/سا وبقيت 6 سنوات إلى أن وصلت ، وحينما وصلت إلى هناك بثت رسائل كهرطيسية ، إذاً هذه الموجة لحكمة بالغة لا تضعف أما الصوت العادي فيضعف ، فإذا سار شخص في الطريق فإنه لا يسمع هذا الدرس . لو كان يسمع كل معامل العالم والشلالات في العالم وكل أسواق النحاسين في العالم ، وكل ضجيج المعامل وإقلاع الطائرات كله وصوت أمواج البحر ، فالإنسان ، يموت انظر إلى الهدوء ! رحمة بنا .
كان من الممكن أن لا تنسى شيئاً ، إذا وقف شخص أحمق موقفاً مزرياً يموت من قهره طوال حياته يتذكر هذا الموقف ، من رحمة الله بنا أنه ينسى ذلك بعد أسبوع أو أقل ، إذا تكلم رجل كلمة غير مناسبة فيها وقاحة ، أو لؤم ، أو جهل وفيها حمق ، قال لي هذا الشخص إنه ركب جهاز أنترفون داخلي لغرفة الضيوف ويجلس ويقول اعملوا لنا قهوة يسمع أهل البيت دون الحاجة للذهاب لعندهم ، ذات يوم عنده ضيوف راح لعند أهله وقال لهم ما أغلظ هؤلاء الضيوف حتى الآن لم يذهبوا ، وهذا الحادث قد وقع مع قريب لي إنه نسي الجهاز مفتوحاً . فلولا النسيان لمات الإنسان من قهره وانفجر ، كان من الممكن أن لاتنسى ، لكن النسيان نعمة كبيرة . والنسيان المطلق أيضاً مشكلة . لا تذكر شيئاً ، فهذا البرهان ، كل شيء خلقت به أخذ وضعاً دقيقاً جداً . لو زاد درجة لاختل ، ولو نقص درجة لاختل .
والآن : اسمعوا الأدلة من كتاب الله :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) "(سورة القصص)
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) "
)سورة إبراهيم)
بالتقدير الدقيق ، أي بعد الشمس عن الأرض 156 مليون كم بالحق ، فلو أن هذه المسافة زادت لمات الناس برداً ، ولو أن نقصت لمات الناس احتراقاً ، لو أن الشمس إذا طلعت تكون متألقة كما هي في وقت الظهيرة متوهجة ، فالشمس تشرق صباحاً عند الأفق بقرص ذهبي ذي أشعة لطيفة مريح للعين فإذا صعدت إلى كبد السماء توهجت ، من فعل هذا ؟ .. الله عزّ وجل " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَدًا " لو كان الطفل له أخلاق الكبار . مثلاً يحقد فإذا أدبته مرة واحدة فإنه لايكلمك بشهرين ، فالطفل له بنية خاصة تؤدبه و بعد دقيقتين تراه يضحك ، لولا هذه البنية لما أمكن أن تربي الطفل ، أما الكبير إذا كلمته كلاماً قاسياً يبقى شهراً لا يكلمك ، أو سنة أو سنتين .
أما الصغير فيتحمل لقد جعله الله بريئاً صافي الذات سريع النسيان، سريع التحول ، بنية الطفل النفسية تناسب سنه ، ولو أن المرأة مفكرة تفكيراً مجرداً ، وقد جئت بعد الظهر فلم تجد طبخاً شغلها عن ذلك بحث في الفلسفة ، وتقول تعال انظر هذه النظرية يازوجي أين الطبخ لا يوجد .
الله عزّ وجل أعطاها عاطفة ، و إمكانات ، و طريقة بالتفكير تتناسب مع وظيفتها كامرأة ، و جعل عاطفتها تغلب على كل شيء ، لأن بين يديها أطفالاً ، كيف تربيهم ، وتهبط إلى مستواهم؟ ما من قلب في الأرض أوسع من قلب الأم .
أحياناً الأب يضيق ذرعاً بابنه ، والأم تحتمله ، ولها ميزات لا يستطيع الرجل أن يلحقها بها وكذلك الرجل له ميزات ، ولو فرضنا المرأة قاضية لقالت " مسكين نعدمه " مع أنه يستحق الإعدام .
الله عزّ وجل ركّبَ في المرأة خاصة معينة ، وإمكانات طريقة في التعامل ، و الانفعال تتناسب مع وظيفتها أماً وهي أقدس وظيفة على وجه الأرض ، فإذا نافست المرأة الرجل خسرت السباق مرتين . خسرت السباق وخسرت أنوثتها ، " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ "... بالحق ... لو أن البيضة يلزمها مفتاح سردين وليس معك مفتاح - مشكلة - .
إن البيضة بضربة خفيفة على الصحن تنكسر ، وتضع 500 بيضة بالسلة فلا تنكسر ، فمن أعطاها الشكل المتين ؟ من جعل الصوص بمنقاره نتوءً مدبباً ؟ إنه يكسر به البيضة ثم يتلاشى - شيء لا يصدق ليكسر البيضة ويخرج منها " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ " هذا عنقود العنب شده لا يمكن أن ينقطع فإذا عاكست القطع ينقطع معك بسهولة جداً ، تصميم !! من أعطاه هذه الخاصيّة ؟ .
صديق لي قال الدراق قبل أن تستوي لا تقطف معك إذا نضجت أمسكها ترها تنزل بيدك ، ماذا يحدث بذنبها ؟ قبل يومين لا تقطع وعندما نضجت تصبح سهلة القطف ، يوجد تصميم " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ".قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (3) " (سورة المُلك)
الله رب العالمين ... كان من الممكن أن لا تنزل الأمطار إطلاقاً ، هذا البيت سعره 35 مليون ، لو لم يكن هناك ماء فإنك لا تشتريه بـ 500 ألف ليرة سورية .
صديق قال لي قد البناء بـ 3000 ل . س على العظم السعر هبط لـ 1500 ل. س بسبب قلة المياه في بعض المناطق ، كلما قلَّ الماء هَبَطَ السعر ، ما قيمة ذلك " بلا ماء " .
" أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63)أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) " (
سورة الواقعة)
جبل قاسيون كله أشجار لكن لايوجد ثمار كان من الممكن أن تكون أشجار الأرض بلا ثمار ، أشجار خَضِرة نَضِرة ، ذات أوراق برّاقة لامعة ، وارفة الظل ، جذوع كبيرة بلا ثمار ، كان من الممكن " لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ " .
" أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) " (
سورة الواقعة)
ممكن جداً أن يكون ماء المطر مالحاً ، ما الحل ؟تأتي بإبريق وتغليه ساعات ثم تصفيه لتشرب كأس ماء واحد .. ما الحل ؟ الآن يوجد وحدات تصفية كل لتر يكلف 24 ل. س 20 لتر 480 ل. س كل تنكة ، لو كان ماء المطر ملحاً أجاجاً ، فالله جعله عذباً فراتاً : " وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) " (سورة الفرقان)
إذاً غير الخالق ، كل شيء مخلوق ، مخلوق بحكمة بالغة ، هذه الحكمة لا يُعقل أن ترد إلى المصادفة ، مستحيل ، أكله جاء مصادفة ؟
قال أحد العلماء : " إذا آمنت بأن هذا الكون من نتاج المصادفة كمن يؤمن بأن لغماً وضع في مطبعة وبعد الانفجار نتج لدينا قاموس لاروس ".
" قاموس لاروس من أدق القواميس بالإفرنسية 2000 صفحة مع صور ملونة ، على الأبجدية ، 80000 مادة ، كل مادة أسرة ، الأفعال ، وضبطها ، والمصادر ،و الأسماء ، والمذكر والمؤنث ، والمصطلحات ، حرف دقيق " .
هذه الحروف تنضدت وحدها جاءت على شكل مواد ومعلومات وتسلسل ومنطق وصياغة وتجليد وورق وألوان وصور وحدها ، مستحيل
إذاً أن ترد هذه الأوضاع الحكيمة في كل شيء ، كل شيء يدل على الحكيم ، فأن ترد كل هذه الأوضاع الممكنة المناسبة الحكيمة إلى المصادفة هذا شيء لا يقبله عقل .
مثلاً : ممكن أن تضع في كيس 10 ورقات ، 1-2-3-4-5 -6-7-8-9-10، فإذا مددت يدك وسحبت ورقة ، احتمال أن تكون ورقة - 1 - وممكن أن تكون - 10 - وممكن 9 ، 8 ، ممكن ، من أجل أن تمسك بالورقة ذات الرقم - 1 - الاحتمال 1/10 من أجل أن يكون الاحتمال واحد ، اثنين ، ممكن أن تمد يدك 100 مرة حتى يخرج معك في حالة واحدة واحد وبعده اثنين .
قرأت في كتاب : " الله يتجلّى في عصر العلم " : إن ذرة واحدة من الحمض الأميني لا يمكن أن تكون مصادفة إلا مع احتمال أن عشرة أضعاف الكون ، هو حمض معقد جداً له مجسمات بالمدارس مثل درج المئذنة معقد إلى درجة متناهية ذرة من الحمض الأميني يعني 10 أمثال الكون لا يكفي احتمالات في خلق ذرة واحدة من هذا الحمض ، مستحيل، إذاً هذه الحكمة هل تُعزى مصادفة ؟ مستحيل ! . إذا كان كل ذلك من الممكنات فلابد أن يكون وضعها القائم فعلاً ممكناً أيضاً لأن أحد الاحتمالات المقابلة للصورة المفروضة إذا كان ممكناً فلابد له من مخصص قد خصصه بهذه الدرجة إذ الأصل في جميع الممكنات العدم ولاتخرج من العدم إلى الوجود إلا بموجد قادر حكيم وهو الله سبحانه وتعالى أي كل شيء مخلوق من أمامك له درجة مناسبة من الذي جعله بهذه الدرجة ؟ لابد من حكيم ، خالق أوجده ، أما الحكيم فهو الذي جعله بهذا القدر الدقيق الذي لايزيد ولاينقص ، فكر بكل شيء تستعمله ، تجده آخذاً وضعاً كاملاً ، من جعله بهذا الشكل الحكيم ؟ .