لحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
إن بداية طريق الإيمان معرفة مستيقنة بالله تبارك وتعالى، تملأ النفس، وتملأ القلب، وتتوارد إلى النفوس في هذه الأيام من خلال معايشتها لكتاب الله تبارك وتعالى ولسنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، والنظر في هذا الكون الرائع العجيب البديع الذي خلقه الله تبارك وتعالى، كل ذلك يرقق القلوب، ويصفيها، ويطهرها، وينظفها، ويجعلها مثالاً للإيمان، خاصة إذا اقترن بهذا عمل صالح يهذب النفس ويربيها.
فالمنهج إيمان قائم على العلم، وعمل مطهر يخلص النفوس من الشوائب، ويجعلها تقترب من الأنموذج الذي ذكره الله تبارك وتعالى في محكم كتابه من الأنبياء، والرسل، والأخيار والصالحين في تاريخ البشرية، الذين حدثنا الله تبارك وتعالى عنهم، فارتفعوا إلى هذا المستوى الراقي الرائع الذي يمثل دين الله تبارك وتعالى ووحي الله عز وجل.
الطريق في أيامنا هذه ليبلغ الإنسان هذا المستوى هو أن يعيش تحت ظلال هذا الكتاب، وتحت ظلال هذه السنة النبوية، ويقتدي بالصالحين في أخلاقهم، وفي قيمهم، وأن ينظر إلى الله تبارك وتعالى من خلال كتابه، ويتعرف على الله عز وجل من خلال مخلوقاته، فيحيا الإيمان في نفسه، ويستقر اليقين في قلبه، ويصبح إنساناً يصلح لأن يسمى بعبد الله، يرضى الله تبارك وتعالى عنه، ويرضيه عندما يقدم عليه، ويحقق به في هذه الأرض في هذه الفترة القصيرة التي يقضيها في هذا الوجود خيراً كبيراً.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وكفر عنا سيئاتنا، وألهمنا رشدنا.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك قريب مجيب سميع الدعوات.