الرسام Admin
عدد المساهمات : 262 تاريخ التسجيل : 11/10/2013
| موضوع: مكان وجود يأجوج ومأجوج ووصفة سدهم الثلاثاء أكتوبر 15, 2013 2:47 pm | |
| ذكرت الآيات فى سورة الكهف أنهم خلف السد الذى بناه ذو القرنين قديمًا من حديد ونحاس بين جبلين عظيمين ، للحد من شرورهم وإفسادهم فى الأرض ، وهذا السد يمنعهم من الخروج واجتياح الأرض بصورة جماعية جرارة ، إلى أن يأذن الله ، فإذا أذن الله وتم ذلك ، كان علامة كبرى من علامات الساعة . ومكان السد غير معروف بالتحديد ؛ إذ لم يحدده الكتاب ولا السنة ، لأن المراد من ذلك الاعتبار . غير أن بعض العلماء اجتهدوا فى معرفة مكانه .
҉ عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال : هو فى منقطع بلاد الترك ، مما يلى أرمينيا وأذربيجان . [ رواه الطبرانى فى معجمه الأوسط والقرطبى فى التذكرة وذكره الألوسى والبيضاوى ] .
وقد رجح بعض العلماء ومنهم أبو الكلام آزاد فى كتابه : (( يسألونك عن ذى القرنين )) وصلاح الخالدى فى كتابه : (( مع قصص القرآن )) وكذلك الدكتور عبد العليم الخضر ، إتفاقًا مع أهل الكتاب ، أنهم شمال وشرق البحر الأسود ، وكذلك أنهم شمال القفقاز قرب بحر الخزر . وفى تلك المنطقة يوجد بين بحر الخزر وقزوين والبحر الأسود سلسلة ( جبال القوقاز ) الشاهقة التى تفصل الشمال عن الجنوب ، ويوجد بين تلك الجبال مضيق يصل بين الشمال والجنوب ، فلم يكن هناك منفذ للمهاجمين من الشمال سوى هذا المضيق ، إذ أن جبال القوقاز تشكل سلاسل جبلية عظيمة شاهقة الامتداد كثيرة الارتفاع صعبة الاجتياز معدومة الممرات ، سوى مضيق واحد فقط وهو ( دَرَيَـال ) فى الوسط ، فبنى ذو القرنين فيه سدًّا حديديًّا ، أخذ به الطريق على المغيرين ، إذ أن جبال القوقاز تمتد حتى تكاد ترتطم بأمواج بحر قزوين شرقًا ، وتمس مياه بحار الببحر الأسود غربًا ، وطول امتدادها يبلغ 1200 كم وهى أعلى جبال أوروبا قاطبة ، ولا يمكن عبورها على الإطلاق إلا من مضيق ( دريال ) . وعليه جدار حديدى من قديم الأزمان ، تنطبق عليه الأوصاف التى وصف بها القرآن سد ذى القرنين . والمعروف أن استحكامات ( دربند ) و( دريال ) بنيت جنوب القفقاز اتقاءً لهجماتهم ، ولكن لم يثبت أن كورش هو الذى بناها ! . والله أعلم . وقد رجح بعض العلماء – ومنهم أبو الكلام آزاد وأبو الأعلى المودودى وعبد الجليل عيسى وصلاح الخالدى وابن عاشورا وغيرهم – أن ذا القرنين هو الملك كورش كما يسميه الفارسيون أو خورش كما يسميه اليهود أو قورش كما يسميه العرب ، وقد وحد مملكتى مادا وفارس، وكان على الدين الصحيح لزرادشت الذى قام دينه على التوحيد ، ثم حرفته الديانة المجوسية التى تسبق دين زرادشت . وقد عثر على تمثال لقورش ، يعد من أعظم الآثار الفارسية القديمة ، وفيه جناحان وقرنان ، ومن المعروف أنه هو الذى أنقذ اليهود من أسر بابل ، ولذلك فإنه لمَّ مقامًا كبيرًا عندهم .
• وصفوة القول : لقد تضافرت الشواهد التاريخية على أن مسكنهم فى أقصى الشرق ، وعلى أنهم لم يكونوا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية ، أما الجزم بالمكان ، أو من هم الذين انصبت عليهم النصوص القرآنية والنبوية ، وجعلت خروجهم من علامات الساعة ، فأمر غيبى لا يعلمه إلا الله ، والأسلم التسليم والتفويض فنحن لا يعنينا أن نعرف مكان ذلك السد ، بل الواجب علينا الإيمان بوجوده ، وأنه على الأرض ، وأن هؤلاء القوم يعيشون وراءه ، ولحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى أخفى ذلك المكان عن أعين العباد ، حتى إذا جاء وعد الله اندك السد وخرج أولئك القوم .
҉ عن قتادة : ذكر لنا أن رجلًا قال : يا نبى الله ، قد رأيت سد يأجوج ومأجوج ، قال : { انعته لى } ، قال : كأنه البرد المحبر ، طريقة سوداء وطريقة حمراء ، قال : { قد رأيته } [ أخرجه الطبرى فى تفسيره وغيره بألفاظ أخرى قريبة فى المعنى مختلفة فى اللفظ ، وأخرجه البخارى فى صحيحه تعليقًا ] وإسناده مُرسل صحيح رجاله كلهم ثقات . والمراد طريقة سوداء من حديد وطريقة حمراء من نحاس ، فحمرة النحاس وسواد الحديد | |
|