الرسام Admin
عدد المساهمات : 262 تاريخ التسجيل : 11/10/2013
| موضوع: فضل الله علينا بالإيمان الأربعاء أكتوبر 16, 2013 1:02 pm | |
| الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, أما بعد: أيها الأحباب: هكذا تعرفنا على الفرق بين الإسلام والإيمان، وعلى بعض المسائل التي تتعلق بهذا المبحث وهذا الباب، وهي من أهم معتقد سلفنا الصالح، ومن أهم معتقد مذهب أهل السنة والجماعة, نسأل الله جل وعلا أن يتوفانا وإياكم عليه، إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير! ولما أخبر الله الأعراب بأن الإيمان لم يستحكم بعد من قلوبهم، جاءوا مرة ثانية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلفون ويقسمون بالله إنهم من المؤمنين الصادقين، فرد الله جل وعلا عليهم، وقال: قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ [الحجرات:16]؛ قل أتخبرون الله بما في قلوبكم، والله جل وعلا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور: قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ [الحجرات:16-17]. إن الفضل لله جل وعلا الذي منَّ عليكم بالإيمان والإسلام من غير اختيار منكم ومن غير إرادة: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) والحديث رواه البخاري من حديث أبي هريرة بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات:17], والله لو شكرتم الله الليل والنهار فلن تكافئوا هذه النعمة أبداً، نعمة الإيمان ونعمة الإسلام: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34] وصدق من قال: ومما زادني شرفاً وفخرا وكدت بأخصمي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحجرات:17-18]. أسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، أن يرزقنا وإياكم إيماناً صادقاً، اللهم اجعلنا من المؤمنين الصادقين, اللهم ارزقنا لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وجسداً على البلاء صابراً, اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع, ومن دعوة لا يستجاب لها, اللهم قيِّض لأمة التوحيد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، أنت ولي ذلك ومولاه وأنت على كل شيء قدير. اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين, اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك, اللهم وفق ولاة الأمر لما تحبه وترضاه. هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد كما أمركم الله جل وعلا بذلك فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] اللهم صلَّ وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. هذا وما كان من توفيق فمن الله جل وعلا وحده، وما كان من خطأ أو سهوٍ أو زللٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء, وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في النار، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه. | |
|