1])قال الله تعالى: "وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "سورة الأعراف آية 180 أخبر تعالى أن له أسماء وأنها حسنى دالة على صفات كماله وعظيم جلاله وأمرنا أن نسأله وندعوه بها فَيُدْعى في كل مطلوب بالاسم المقتضي لذلك المطلوب فيقول الداعي مثلاً "اللهم اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم وتب علي يا تواب وارزقني يا رزاق والطف بي يا لطيف" ونحو ذلك وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه.
ومراتب إحصائها ثلاثة:
1-إحصاء ألفاظها وعددها.
2-فهم معانيها ومدلولها.
3-دعاء الله بها، فيسأل كل مطلوب بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله كقولك "يا عليم علمني ويا رزاق ارزقني ويا غفور اغفر لي" كما تقدم ومثال الأسماء الحسنى "الرحمن - الرحيم - السميع - البصير - العزيز - الحكيم - الحليم - العظيم - العلي - الكبير - الحي - القيوم".
وأركان الإيمان بالأسماء الحسنى ثلاثة "وهي إيماننا بالاسم وبما دل عليه من المعنى وبما تعلق به من الآثار فنؤمن بأنه عليم ذو علم عظيم محيط بكل شيء، قدير ذو قدرة عظيمة ويقدر على كل شيء، رحيم ذو رحمة عظيمة ورحمته وسعت كل شيء وهكذا سائر الأسماء الحسنى.
وإحصاء أسماء الله الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم فإن المعلومات القدرية والشرعية صادرة عن أسماء الله وصفاته ولهذا كانت في غاية الإحكام والصلاح والنفع.
والإلحاد في أسماء الله وصفاته أنواع:
1-تسمية الأصنام بها كما يفعله المشركون حيث سموا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
2-تسميته تعالى بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبا.
3-وصفه تعالى بالنقائص كقول اليهود "إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ" وقولهم إنه استراح وقولهم "يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ" تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
4-تعطيل الأسماء الحسنى عن معانيها كقول من يقول: في "السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" سميع بلا سمع بصير بلا بصر.
5-تشبيه صفاته بصفات خلقه تعالى الله عن قولهم "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"([2]).
---------------------------
([1]) انظر بدائع الفوائد لابن القيم ج1 ص 161 – 170 والقواعد الحسان لتفسير القرآن لابن سعدي ص 110.
([2]) سورة الشورى آية 11.